رواية ماريانا اميرة ممالك جوف الارض ( كامله جميع الفصول ) بقلم احمد سيد رجب
بينما يقوم بعمله حارسا في موقع إحدى الشركات المنقبة عن البترول في الصحراء ، إذ فجأة رأى شيئا لامعا يسقط في الظلام بالقرب من الموقع . لم يلحظ هذا غيره ولكنه طلب من صديق له أن يمسك مكانه الحراسة ليفعل شيئا ما يخصه ، وذهب وكان الفضول هو ما يقوده ، فلطالما قرأ عن سقوط النيازك والشهب في الصحراء ، ومنذ أن أنهى دراسته في كلية هندسة البترول ولم يجد عملا مناسبا وتقدم لهذه الشركة ولكنهم اختاروا بالواسطة وعندما أحس المسؤول عن الاختيار بالحزن على عدم اختياره عرض عليه العمل حارسا معهم لعله في يوم ما أن يحصل على ما يريد وأجهش في البكاء يومها ولكنه طلب منه أن يستخير الله في ذلك وبالفعل بعد أن استخار الله وافق وارتضى بالعمل حارسا في ذلك الموقع ، اتجه فإذا تل رملي فصعد وإذ به يسمع صوت استغاثة ، فجرى بسرعة نحو الصوت فإذا فتاة مربوطة وعلى وجهها قطعة قماش لتكتم فمها ، وكان القمر ساطعا فأضاء له جيدا ، حاول تحريرها وكان سيخرج هاتفه ليضيء لنفسه جيدا ولكنها أومأت بأن لا ، ففك بسرعة قطعة القماش عن وجهها لتتكلم ، ولكن لسانه انعقد عن الكلام ، وطلبت منه أن يفكها بسرعة ويذهبوا من هذا المكان ، ولكنه كان تائها فجمال الفتاة غطى على نور القمر ولم يتمالك نفسه حتى أنه بلع ريقه ولم يستطع قول شيء إلا كلمة حاضر ، وبالفعل حررها فطلبت منه الإسراع ، واختبأوا خلف التل الرملى ، وفجأة أتى شبحا ضخما مخيفا أخذا ينظر في كل مكان وأمسك بالسلاسل وأخذ يصرخ وكانت في يده فأسا كأنها من أفلام الخيال العلمى لامعة تعكس ضوء القمر ، ولكنه طار متجها للناحية الأخرى
.
نظر إلى الفتاة وقال : من أنتِ وما هذا ؟ وماذا حدث ؟!
تنهدت الفتاة ووضعت يدها على صدرها وقالت : أنا ماريانا أميرة مملكة
البيرا سورا ، إحدى ممالك جوف الأرض التسعة ، وكنت أستطلع مكان بوابة مدخل مملكتنا مع أختى ، ولكن فجأ هاجمنا ذلك المخلوق وهو من سكان الأرض الوسطى التى تتحكم فيها مملكة أربيان توسغا وكان هدف المملكة المساومة مع أبي أن يتنازل عن مستعمرة لنا هناك مقابل أن يتركونا ولكنى طرت بأقصى سرعة واتجهت أختى شمالا ، واستطاع الإمساك بي وربطى كما رأيت ، وذهب خلف اختى ولكنه تقريبا لم يستطع الإمساك بها فعاد . أشكرك أيها الشجاع على إنقاذي وأدعوك لزيارة مملكتنا كي تراها وسأطلب من أبي أن يقلدك ، منصبا مهما فيها .
ابتسم وقال : لا شكر على واجب ولكنى متعجل الآن لأنى قد يتم توقيع الخصم علي بسبب تأخرى .
قالت : أأنت تعمل هنا بالجوار ؟! تستخرجون ذلك السائل الذي نضخه للأعلى لأنه لا فائدة له عندنا ؟
نظر إليها متعجبا وقال: البترول لا فائدة له عندكم !!! أنا لو معي كم برميل كنت أصبحت من الأغنياء .
ابتسمت وقالت : ما قمت به معك يجعلك أميرا فدع ذلك العمل ولتأت معى وخلعت خاتمها وقالت : هذا يساوى ثمن طنا من الذهب تقريبا ، فلتأخذه لتحل مشاكلك وتنفق منه حتى آتى إليك لآخذك كي تزور مملكتنا .
واستعدت للانصراف ، فقال : وماذا إن قلت أنى لا أريد ذلك الخاتم وأريد أن آتى معك الآن . ابتسمت وقالت : ليس الآن فسأطمئن على اختى وأبلغ أبي بما حدث وآتى لآخذك .
قال متلهفا : وماذا إن أستبطأت مجيئك ؟ ماذا أفعل ؟
ابتسمت وقالت : قل فقط ماريانا تسع مرات وسأعرف أنك تتعجلنى.
ترك المكان وعاد وبيده الخاتم ، قابله صديقه وقال : لقد اكتشفوا غيابك وخصموا عليك يوما ، ولم أستطع فعل شيء .
ابتسم وقال : هيا أحزم أمتعتك سنترك العمل فلسنا بحاجة إليه . ولك منى هدية عشرة كيلوا جرامات ذهب أو ثمنهم حسبما تريد وهيا بنا لأنى أتعجل الوقت وأريد أن أسافر عبر الزمن لألتقى بمن أسرتنى ...
تمت ..